مبارزة بالسيف

بطلات المبارزة ينقلن الموهبة جيلا وراء جيل

بعد المشاركة التاريخية للمبارزة هند الزوالي في الألعاب الأولمبية أطلنطا 1996 شهدت رياضة المبارزة في السنوات الأخيرة تطوّرا ملحوظا بالنسبة لمنتخبات السيّدات مع ظهور جيل جديد مثل ايناس البوبكري وسارة بسباس وعزة بسباس جعلن من المبارزة النسائية التونسية مثالا يحتذى به.


هذه المشاركة التاريخية وإن لم تتواصل لأدوار متقدمة إلا أنها مثلت بدايات بروز سيدات تونسيات محترفات في رياضة المبارزة بإختصاصاتها السيف الحاد وسلاح الشيش وسيف المبارزة.


هند الزوالي:
إذا ما تحدثنا عن المبارزة النسائية التونسية لا يمكن أن نغض النّظر عن المبارزة التونسية هند الزوالي التي شاركت مع المنتخب التونسي في الألعاب الأولمبيةالمقامة في أطلنطا عام 1996.
هي أيضا والدة البطلة إيناس البوبكري التي نقلت لها حب الرياضة وخاصة المبارزة بسيف الشيش.
وولدت “الأم المبارزة” في 29 أوت 1960 لتكون أبرز المبارزات التونسيات والعربيات في بداياتها قبل أن تتحول لأطلنطا في عمر 35 سنة لتكون ممثلة للمرأة التونسية وللرياضة النسائية العربية والإفريقية في الألعاب الأولمبية.
وانهت منافسات سلاح الشيش في المركز 37 ومنافسات سيف المبارزة في المركز 47.
ولم تكتفي هند الزوالي بكونها مبارزة تونسية محترفة بل أنجبت فتاة لم تكن تعرف أنها ستكون فيما بعد إيناس البوبكري البطلة الأولمبية.


ايناس البوبكري:


ولدت في 28 ديسمبر 1988 في تونس العاصمة وهي مبارزة سيف الشيش تونسية متخصصة في فردي سيف المبارزة وسيف الشيش.


وتعتبر البوبكري (29 عاما) الأولى عربيا وإفريقيا التي تحقق ميدالية أولمبية في المبارزة.
وتحتل المركز الرابع عالميا في اختصاص سلاح “الشيش” والمرتبة الـ 59 في اختصاص سلاح “الآيبي”، كما أنها الوحيدة عربيا التي تحتل مركزا ضمن المراكز الـ 17 الأولى في مختلف اختصاصات المبارزة.


وفي رصيد بطلتنا التونسية 12 لقب بطولة إفريقية على التوالي منذ 2007 حتى 2018، إضافة إلى تتويجات عربية ومتوسطية وعالمية عديدة في اختصاصي سلاحي “الشيش” و”الآيبي”.
وبدأت مسيرتها مع “الجمعية الرياضية العسكرية” بباردو سنة 1998 لتفوز معها ببطولة تونس للسيدات من 2000 حتى 2007، قبل أن تتوجه للاحتراف في نادي “بورغ لارين” الفرنسي، الذي أحرزت معه أول لقب في بطولة البلد الأخير في اختصاصها لعام 2015.

وتعود بداية مشاركاتها في الألعاب الأولمبية إلى عام 2008 بالعاصمة الصينية بكين، ثم بالعاصمة البريطانية لندن في 2012 حيث بلغت الدور ربع النهائي في الأولمبياد الأخير.


وفي أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 2016، أدركت الدور نصف النهائي، وفازت على الروسية عائدة شاناييفا بنتيجة (15 ـ 11)، لتفوز بذلك بالميدالية البرونزية الأولى لها على المستوى الأولمبي.


ومثلما كان وراء بطلتنا إيناس البوبكري إمرأة عظيمة إسمها هند الشاوش،بطلتا المبارزة عزة وسارة بسباس أيضا إمتلكتا والدة عظيمة وهي حياة بسباس سهرت على تعليم ابنتيها أساسيات المبارزة منذ نعومة أظافرهما.

عزة بسباس:ولدت في 28 نوفمبر 1990 في أبوظبي داخل عائلة رياضية بين أم مبارزة وأب يمارس كرة السلة وقد اختارت أن تسير على خطى والدتها.


فبدأت سن الثامنة بالتدرب مع والدتها وزميلتها إيناس البوبكري لكنها الوحيدة التي اختصت في السيف العرب.
و ارتادت في بداياتها المعهد الرياضي بيار دي كوبرتان بالمنزه تزامنا مع انضمامها للفريق الوطني في سن الثالثة عشر.
و سنة 2007 توجهت عزة إلى فرنسا للدراسة في الكلية العليا للتجارة في باريس ومواصلة رياضتها المفضلة في عالم الإحتراف.
وسنة 2008 ترشحت للألعاب الأولمبية ببكين، وأنهت في المرتبة السابعة كأصغر مترشحة في سن 17 سنة.


وواصلت تجربتها الأولمبية في لندن2012 في سن 21 سنة لتنهي المسابقة في المركز التاسع.
وتحمل في رصيدها عديد البطولات الإفريقية منذ سنة 2006 بعد فوزها بذهبية الفرق في الدار البيضاء بالمغرب مرورا بذهبيات 2006و2008و2010و2011و2012و2013و2014و2015 سيدات بين فرق ومنافسات فردي السيف العربي.

سارة بسباس:


ولدت سارة بسباس يوم 5 فيفري 1989 بمدينة أبو ظبي الإماراتية، وهي تنحدر من عائلة رياضية، فقد كان والدها علي بسباس لاعبا ومدربا لكرة السلة، وكانت والدتها حياة بسباس بطلة تونسية وعربية في المبارزة، أما شقيقها أحمد عزيز بسباس وشقيقاتها هالة وعزة وريم فجميعهم مبارزون محترفون.


بدأت سارة المبارزة بنادي تونس الجوية سنة 1999 في عمر 9 سنوات قبل أن تنتقل عام 2007 إلى الجمعية النسائية بتونس، ثم انضمت في العام الذي يليه إلى نادي “في جي آي سان مور” الفرنسي.
توجت سارة بسباس ببطولة تونس للمبارزة سنوات 2005 و2006 و2007 و2008. وبعد احترافها بفرنسا توجت بالميدالية الفضية لبطولة فرنسا في 2010 و2013.


فازت بسباس يوم 9 أوت 2009 بأول لقب قاري وهو البطولة الأفريقية بالسنغال وحافظت على اللقب الأفريقي سنوات 2010 و2011 و2012 و2013 و2014 و2015 و2016.


في 2009 توجت بالميدالية الفضية لألعاب البحر المتوسط “بيسكارا”، في مسابقة سلاح السيف. كما توجت بالميدالية الذهبية في جولة “بيونس أيرس” إحدى مراحل كأس العالم للمبارزة، لتصبح أول تونسية تفوز بإحدى مراحل كأس العالم.
وفازت في 2015 ببرونزية بطولة العالم بموسكو واحتلت التصنيف الثاني عالميا. كما أحرزت الميدالية الفضية في الجائزة الكبرى ببودابست المجرية في السنة الموالية.


هذا ونجحت في اقتلاع بطاقة التأهل لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016 بعد الفوز في نهائي الجائزة الكبرى للمبارزة بكوريا الجنوبية.
واحتلت سارة بسباس المركز الخامس في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 والمركز الثامن في أولمبياد لندن 2012.

والأكيد أن سيدات تونس أثبتن علوّ كعبهن في رياضة المبارزة لكن تبقى مؤشرات صناعة جيل جدبد يماثل الجيل الحالي في المنتخب التونسي، من حيث المستوى الفني والقدرة على المنافسة خارجيا في المستقبل مرتبطة بالإهتمام الذي ستتلقاه بطلاتنا مستقبلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى