رياضة الجمباز: استياء الفنيين من سياسة الجامعة.. ورئيسها ينفي إغلاق الأبواب أمامهم

محليًا تعُد رياضة الجمباز في تونس حوالي 30 جمعية محترفة وأكثر من 3000 رياضيةً ورياضيًا موزعين لخمسة اختصاصات(الجمباز الفني النسائي، الجمباز الفني الرجالي، والجمباز الإيقاعي والترامبولين والباركور). وتتنافس الفرق المنخرطة تحت غطاء الجامعة على بطولتين وطنيتين الأولى بطولة الشّمال والثانية بطولة تضم إقليميْ الوسط والجنوب معًا. ودوليا لاحظنا تراجعًا في نتائج الجمباز التّونسي في المحافل الدّولية بعد أن كان البطل العالمي وجدي بوعلاق نجمًا تونسيًا من الّنف الأول، حيث إكتفى لاعبونا بعد اعتزال “بوعلاق” ببعض الميداليات في البطولات العربية والإفريقية دون تسجيل حضور عالمي باستثناء أسماء قليلة في الأصناف الشابة حيث كان الاستياء من الفنيين ولكن لرئيسها رأي آخر.

ويرى المدرب الوطني السابق محمد الحبيب بوعلاق أن الجمباز في تونس في مستوى متدنٍ وهناك تزييف للحقائق والنتائج ومحاولة لتلميع صورة رئيس الجامعة. وحدّ تعبيره لم يعد للجمباز التّونسي نفس الإشعاع السّابق بعد أن كانت تونس تحتل مراتب أولى على الأصعدة العربية والإفريقية والمتوسطية وصولا إلى العالمية، ويعود هذا التراجع بسبب تهميش وإقصاء وإبعاد الكفاءات في رياضة الجمباز من قبل الجامعة التونسية للعبة.

في السياق ذاته يعتقد المدرب السّابق صابر العرفاوي أن رياضة الجمباز في تراجع كبير في كل البطولات سوى إفريقيا، عربيا أو متوسطيا والنتائج الحالية ضعيفة بصفة غريبة حسب تعبيره. وأضاف “العرفاوي” لم يتم إستدعائي للمشاركة في البطولة العربية الأخيرة بسبب إحتجاجي على الجامعة لسوء سياستها التسييرية والتنظيمية، فيما تقول المدربة الوطنية السابقة ميساء الغزواني، إن الجمباز الإيقاعي في تونس مازال بدائيا ولا نملك محترفين أو حكام دوليين في هذا الصنف ومع ذلك لم يتم الإستعانة بخدماتي في البطولة العربية للجمباز التي أقيمت بتونس.

بدوره، قال البطل الأولمبي في الجمباز وجدي بوعلاق،”لماشز سبورت” إن ما دفعه للهجرة خارج البلاد أواخر 2014 هو سياسة الجامعة في تهميش أبطالها رغم سعيه لإيجاد حلول مع هذا الهيكل التسييري. وأوضح “بوعلاق” أنه كان على الجامعة تخصيص ميزانية خاصة بالجمبازيين المتألقين مثلما هو معمول به مع بقية الرياضيين عوض تقسيم الميزانية الواحدة على كافة أصناف رياضة الجمباز دون تحقيق نتائج تذكر. وتابع “في عهد الجامعة السابقة كانت توجد قائمة محددة بالرياضيين المتألقين وميزانياتهم وهذا أنجع لتحقيق نتائج أفضل”.

وقال بطل العالم السابق وصاحب ذهبية كأس العالم للجمباز 2007 “المستوى الحالي للاعبي الجمباز بالمنتخب الوطني ضعيف ودون المأمول، وسببه تعيين مدربين أجانب غير أكفاء بسبب الولاءات والمصالح الضيقة للإداريين”. فحسب رأيه يجب الإستعانة بناخبين وطنيين أكفاء سبق لهم النجاح في صقل المواهب وتأطيرها مثلما فعل محمد الحبيب بوعلاق مع محمد عزيز الطرابلسي صاحب برونزية طاولة القفز في دورة دولية بالبرتغال في 2017.

وقدم “بوعلاق” مثال تركيا في تأطير جمبازييها فبعد أن كانت تستعين بالجمبازيين التونسيين المشاركين في تظاهراتها الرياضية لمتابعتهم وتعلم تقنيات اللعبة منهم أصبحت الآن بفضل العمل الجدي تملك بطل العالم في الجمباز ووصيفه.

من جهته قال فيصل الزمني رئيس الجامعة التونسية للجمباز لـ”ماتشز سبورت”، اليوم، وهو أيضا رئيس، قال إن “تونس حققت إنجازات لم يسبق لها مثيل في بطولة العالم للجمباز بتحقيق أربع ميداليات في منافسة الدورة الدولية للجمباز الإيقاعي بصربيا(ذهبية لنادية زخامة وفضية للينا حدة وبرونزيتين اثنتين لكل من شهد الوشتاتي ومنال الغربي)، وفازت الرياضية الشابة شهد صقر بأول ميدالية في رياضة الجمباز لتونس في الألعاب الإفريقية”.

“وكانت شهد صقر ظفرت في النسخة 12 للألعاب الإفريقية 2019 المقامة بالمغرب بالميدالية البرونزية في جمباز القفز على الحصان، إضافة إلى تحصل المنتخب الوطني للجمباز الإيقاعي على المركز الأول ضمن البطولة العربية للجمباز الفني والإيقاعي التي أقيمت بتونس السنة الفارطة”، نقلًا عن رئيس الجامعة.

وفي نفس السياق تحدث رئيس جامعة الجمباز عن هذه البطولة العربية بتأكيده على أن إختيار المدربين وتقييمهم يكون على أساس النتائج والتفاهم على مشروع رياضي مشترك بين الجامعة والإطار الفني.
وفند “الزمني” الإتهامات التي طالت الجامعة بإبعاد الفنيين والكفاءات الوطنية عن تدريب منتخب الجمباز أو تقلد منصب إداري بالجامعة مؤكدا أن اختيار المدرب المصري محمد سرور لقيادة المنتخب التونسي جاء بعد إتفاق معه على برنامج رياضي يستجيب لمتطلعات الجامعة، والنتائج المحققة خير دليل حيث صعد الجمبازيون إلى مستوى عالٍ جدا.

وأكد “الزمني ” على أن جميع الفنيين السابقين أخذوا فرصتهم كاملة مع منتخبات الجمباز في مختلف أصنافها لكن تمت تنحيتهم بسبب تردي نتائجهم، وختم بقوله “بإشارة إلى أن وزارة شؤون الشّباب والرياضة والإدماج المهني لم ترسل بعد جزءًا مهمًا من ميزانية الجامعة تحضيرا للموسم الرياضي الجديد ولقادم المواعيد التي يشارك فيها رياضيو الجمباز التونسيون”.

ظافر ضيف اللّه