رياضات أخرى

المشاركة التونسية في الألعاب الأولمبية باريس 2024: بين المفاجآت والخيبات

شهدت الألعاب الأولمبية باريس 2024 مشاركة تونسية متباينة، لتتميز ببعض اللحظات المشرفة مقابل خيبات أمل متكررة فمع مشاركة 26 رياضياً فقط في 13 اختصاصاً رياضياً، كانت التوقعات محدودة، لكن تونس استطاعت رغم ذلك تسجيل بعض المحطات التاريخية في هذه الدورة.

المفاجآت: أبطال يكتبون التاريخ

كانت أبرز مفاجآت تونس في هذه الألعاب تتويج فراس القطوسي بالميدالية الذهبية في رياضة التايكواندو، ليهدي تونس أول ذهبية في دورة باريس 2024، القطوسي تفوق في النهائي على الإيراني مهران برخرداني، وقدم أداءً مميزاً على طول مسار المنافسة، مما جعله يستحق هذا التتويج.

وفي سباق 3000 متر موانع، قدم الثنائي التونسي محمد أمين الجهيناوي وأحمد الجزيري أداءً رائعاً، حيث احتل الجهيناوي المركز الرابع بزمن 8:05.12 دقائق، بينما جاء الجزيري في المركز الخامس بتوقيت 8:06.03 دقائق. هذا الأداء يعكس التحسن المستمر لرياضيي تونس في سباقات التحمل، ويعد خطوة مهمة نحو تطوير هذا الاختصاص.

كما برز أحمد الجوادي في رياضة السباحة، حيث حل رابعا في نهائي 800 متر سباحة حرة، بتوقيت 7:42.50 دقائق، ما يعد نتيجة مشرفة في هذا النوع من المنافسات الشرسة.

الخيبات: غيابات مؤثرة ونتائج دون التطلعات

رغم هذه النجاحات الفردية، فإن المشاركة التونسية لم تخلو من خيبات أمل بغياب أيوب الحفناوي، البطل الأولمبي في السباحة، وغياب أنس جابر، بطلة التنس، شكلا ضربة موجعة للآمال التونسية في زيادة حصيلة الميداليات.

كما أن كارم بن هنية، رغم تأهله للمشاركة في نهائي منافسات رفع الأثقال في وزن 73 كغ، لم يتمكن من الوصول إلى منصة التتويج واكتفى بالمركز الثامن وهذه النتيجة كانت أقل من التطلعات، خاصة بعد تألقه في بطولات سابقة، بالإضافة إلى ذلك، عرفت الرياضات القتالية مثل المصارعة والجودو والملاكمة إقصاءات مبكرة من الأدوار الأولى، مما زاد من حدة خيبة الأمل لدى الجمهور التونسي الذي كان يتوقع أداء أفضل في هذه الاختصاصات.

حصيلة الميداليات: ثاني أفضل مشاركة في التاريخ

بالنظر إلى حصيلة تونس في باريس 2024، يمكن القول إنها كانت ثاني أفضل مشاركة في تاريخ المشاركات الأولمبية التونسية بعد لندن 2012. ثلاث ميداليات (ذهبية، فضية، وبرونزية) وتعتبر مكسبا في ظل المنافسة الشرسة. ومع تسجيل أسماء جديدة في سجل الرياضة التونسية، تبقى الآمال كبيرة في البناء على هذه النجاحات وتعزيز حضور تونس في المحافل الدولية.

على الرغم من غياب الميداليات في عدة اختصاصات، فإن تونس أثبتت أنها لا تزال قادرة على تحقيق نتائج مشرفة. هذا الأداء مكن تونس من الترتيب في المركز الثالث عربياً إلى جانب مصر، خلف البحرين والجزائر. ومع ذلك، يجب على المسؤولين الرياضيين العمل على تحسين الاستعدادات وزيادة الدعم للرياضيين لضمان مشاركة أقوى وأداء أفضل في الدورات القادمة، مع التركيز على تطوير الرياضات الجماعية ورفع مستوى التنافسية في الرياضات الفردية.

ظافر ضيف الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى