كرة القدم

أي دور للجماهير من أجل إنقاذ كرة القدم التونسية ؟

من العبث أن يشتري رب البيت أزهاراً إذا لم يكن عنده خبز” إحدى أبيات الشاعر المصري أحمد شوقي التي تصف حال كرة القدم التونسية خاصة والرياضة بوطننا الحبيب عامة.

فبدل أن نقوم بتحليل المباريات وتقييم آداء اللاعبين والإختيارات الفنية للمدربين،تجدنا نطرح مسائل بعيدة تماما عن الرياضة من قبيل هل ستعود البطولة المحترفة قريبا !؟

فيتواصل المسلسل الهزلي للجامعة التونسية لكرة القدم بتأجيل إنطلاق البطولة المحترفة الأولى لكرة القدم إلى أجل غير مسمى بسبب حكم المحكمة الرياضية “التاس” بعودة هلال الشابة إلى أندية البطولة.

وتجد جامعة كرة القدم ،التي لم تعد جامعة كثيرا للأندية، نفسها في أكثر من مأزق بين القانوني والرياضي إذ لم تستأنف المنافسات نشاطها من جهة مما سينعكس سلبا على مردود الأندية قاريا والمنتخب الوطني قبل 50 يوم فقط من إنطلاق كأس العالم.

ومن جهة أخرى،تتفاقم المشاكل القانونية للهيكل الرياضي التونسي من حيث إنتظار إصدار قرار نهائي للتاس والذي لم تبت فيه بعد حسب بيان أصدره المكتب الجامعي.

ولعلّه الوقت الأفضل لتحرّك الجماهير الرياضية لتبيّن مواقف واضحة تجاه هذه اللخبطة الإدارية والقانونية التي قد تعصف بمستقبل كرة القدم التونسية إن كان يبدو لها مستقبل في خضم العبث واللامسؤولية لدى مسؤوليها.

والأجدر أن يكون للجماهير الرياضية والمسيرين والأندية على حد سواء رأي ومواقف واضحة المعالم أمام قرارات إرتجالية تُتّخذ قبل إنطلاق الموسم الكروي بخمس دقائق.

فأي دور للجماهير من أجل إنقاذ كرة القدم التونسية ؟

لعل القارئ قد يتجه لفهم ما ذكر في المقال على أنّه تجييش للجماهير أو إنقلاب على سلطة الإشراف لكنه في باطنه ما هو إلا نقد لظاهرة العبثية المتأصلة فينا وفي رياضتنا على حد سواء.

ولعل المتابع للشأن الرياضي في العالم سيذكر ما قامت به الجماهير وطنيا ودوليا من حيث إنقاذها لأنديتها وتوفير السيولة اللازمة لإنقاذ فرقها من العقوبات أو المنع من الإنتداب أو حتى من السقوط.

فمهمة الجمهور لا تقتصر على الدعم المادي للنادي بقدر ما تكون مصلحة الفريق والكرة على حدّ سواء، خاصة مجموعات الألتراس المطالبة بالضغط على أنديتها لإتّخاذ المواقف وبشكل سلمي طبعا.

ولطالما إنقلبت حكومات وإتٌّخذت قرارات بفضل تحرك شعبي بسيط،وهذا ما نأمل أن نراه في الأيام القليلة القادمة لإسترجاع الكرة التونسية إلى أصحابها (الجمهور).

ظافر ضيف الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى