ينظم نادي العدو بصفاقس يوم 21 جانفي الجاري بمنطقة الشفّار من معتمدية المحرس (30 كيلومترا جنوب مدينة صفاقس) بالشراكة مع بلدية المحرس والمندوبية الجهوية للشباب والرياضة بصفاقس الدورة الأولى لسباق التحدي فينيكس ، أحد سباقات الطبيعة ترايل .
ويُنتظر أن تشهد هذه التظاهرة ذات الأبعاد الرياضية والإيكولوجية الفريدة من نوعها حضور ما لا يقل عن 450 مشارك بين تونسيين (من 33 جمعية عدو بعديد الولايات) وأجانب (فرنسا والجزائر وكينيا) من بين أحبّاء العدو والرياضة للجميع التي عرفت انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة.
وقال رئيس نادي العدو بصفاقس فؤاد حميدة في ندوة صحفية انتظمت أمس السبت لتسليط الضوء على التظاهرة إن هذا النادي الذي انطلق بتشكيل مجموعة من المولعين بالعدو منذ عام 2016 وتحوّل إلى جمعية رياضية سنة 2019 اختار رياضة سباق الفينيكس (التي ظهرت في الولايات المتحدة تحت مسمى آخر الأحياء قبل أن تأخذ في الانتشار عبر العالم) بوابة للانطلاق في السنة الجديدة 2023 بمسحة من الأمل يبثها في الشباب وكل الفئات التي تراهن على الرياضة وتعشق ممارستها بين أحضان الطبيعة.
من جهته شدد رئيس بلدية المحرس محمد شنيور على أهمية الأبعاد المواطنية والسياحية والبيئية للتظاهرة كابعاد تراهن عليها البلدية التي تم تصنيفها بلدية سياحية مبينا أنها تسعى إلى تدعيم التوجه السياحي والإيكولوجي الذي يكون فيه المواطن طرفا فاعلا.
وأشار المندوب الجهوي للشباب ورياضة بصفاقس الصادق بلوزة إلى أن رياضات الطبيعة صارت تحتل المرتبة الثانية في تونس بعد كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في تونس والعالم وهو ما يعد عنصر مشجع لتحسين مؤشر انخراط التونسيين في الأنشطة الرياضية، كما بينت نتائج المسح الوطني لتعاطي الرياضة الذي انجزه المرصد الوطني للرياضة.
ويتمثل سباق الفينيكس في العدو داخل حلقة تمتد على 7 كيلومترات في أقلّ من ساعة لينطلق المتسابقون من جديد على رأس الساعة الموالية في ذات المسلك وذلك إلى حين إتمام 12 حلقة وتكون الأخيرة حلقة السرعة التي يتوج في نهايتها المتسابقون الثلاثة الأوائل الأسرع، بحسب ما فسره رئيس لجنة التنظيم الدكتور أمين المسدي.
وينصّ نظام المسابقة كذلك على أن يقطع كل متسابق المسافة في أقل من ساعة ويستفيد في الوقت الذي يفصله عن انطلاق الحلقة الموالية على رأس الساعة بفسحة من الراحة والتزوّد بالماء والإعاشة، في حين يُقصى كل متسابق يتجاوز الساعة في قطع المسافة ولكنه ينال ميدالية مشاركة إذا أتم حلقة واحدة على الأقل.
ويتميز مسار السباق بالتقيد بالمعايير الإيكولوجية في رسم المسلك وباشتماله على العناصر الرئيسية المميزة للمشهد الطبيعي العام في قرية الشفار ولا سيما الزياتين والوادي والغابة والشاطئ والكثبان الرملية والطريق المؤدية إلى القرية.
بالموازاة مع المسابقة الرئيسية التي اختار لها المنظمون اسم تحدّي فينيكس والموجهة بالأساس إلى العدائين المتمرّسين وكل من يرغب في المشاركة من مختلف الفئات (رجالا ونساء) دون قيد أو شرط، يشتمل برنامج التظاهرة على مسابقة صغرى ثانية تحمل اسم مسابقة الاكتشاف. وستقام هذه المسابقة التي يقتصر فيها العداءون على قطع مسافة 3 حلقات فقط في موعدين: صباحا على الساعة الثامنة تزامنا مع انطلاق سباق التّحدّي ومساء على الساعة الثالثة، ويرمي المنظمون من خلالها إلى إتاحة الفرصة أمام كل من يتعذر عليه المشاركة في المسابقة الرئيسية التي تستغرق وقتا أطول وتتطلب جهدا أكبر.
ويكتسي سباق التحدي فينيكس فضلا عن بعده الرياضي بعدا بيئيا مهمّا حيث تقيم لجنة التنظيم ورشات تحسيسية لعملية التسميد الفردي والفرز الانتقائي للفضلات التي تشتغل عليها بلدية المحرس وذلك على هامش السباق، كما يؤكد ذلك رئيس نادي العدو بصفاقس فؤاد حميدة الذي أوضح أنه تجسيما لهذا الهدف الإيكولوجي سيكون المتسابقون ممنوعين من استعمال قوارير الماء البلاستيكية أثناء العدو حتى لا يقع تلويث الطبيعة بهذه القوارير ومن أجل التحسيس بضرورة التقليص من استعمال المواد البلاستيكية وإلقائها في الطبيعة.
كما يشتمل البرنامج على سلسلة من الورشات التحسيسية التي تنظمها مجموعة من الجمعيات والوداديات الطبية حول أهمية تعاطي الرياضة من النواحي الصحية ومقاومة عديد الأمراض مثل السكري والقلب والأمراض السرطانية. “
وكالة تونس إفريقيا للأنباء