سارّة زويتن.. مستقبل التنس التونسي
رغم صغر سنها، برزت لاعبة تنس تونسية اسمها سارة زويتن التي ستمثل مستقبل هذه الرياضة وطنيا وعالميا لما تحمله من موهبة وشغف وحب لهذه الرياضة، زد على ذلك نتائجها التي تبشر بميلاد بطلة تونسية جديدة قد تسير على خطى أنس جابر لتحمل راية تونس عاليا في سماء كرة المضرب العالمية .
سارة هي لاعبة تنس تونسية الأصل والمنشأ ولدت يوم 25 ماي 2009 بتونس ودخلت عالم هذه الرياضة في سن الأربع سنوات وتحديدا سنة 2013 بنادي التنس بنابل أين لاحظ مدربها آنذاك أن هذه الطفلة تمتلك موهبة مميزة في كرة المضرب حين لفتت انتباهه بسرعة التعلم وإصرارها وعزيمتها.
من هنا إنطلقت حضوة أبيها بها، حين قرر أن يوفر لها حصصا تدريبية خاصة وإضافية لتتمرن 6 مرات في الأسبوع منها 3 حصص بصفة فردية وهو ما أظهر تميزها، فصارت تواجه فتيات أكبر سنا منها (5سنوات) في ذلك الوقت نظرا لفطنتها وحذقها لهذه الرياضة.
وسنة 2018 قرر والدها نزار زويتن الإنتقال للعيش بفرنسا لمنح ابنته ظروفا أفضل ومناخا أكثر إحترافية أملا منه في أن تكون هذه الصغيرة لاعبة تنس عالمية في السنوات المقبلة وتحقق حلما بدأ في البزوغ شيئا فشيئا.
عندما حلّت عائلتها بباريس لم تكن الطريق مفروشة بالورود لـ”سارة اليافعة”، فالرابطة الفرنسية للتنس رفضت أن تمنحها إجازة معادلة إلى التي تحصلت عليها في تونس وهو ما جعلها تعود إلى نقطة الصفر وتبدأ في الترتيب الأخير في فرنسا وهو المرتبة 2350 لفئة أقل من 12 سنة.
يوم أمس، وبعد حوالي سنة ونصف من استقرارها بفرنسا هاهو الترتيب الشهري لهذه الفئة يصدر ويحمل خبرا بمعنى اسم هذه الفتاة (سارة)، فتجد نفسها تحتل المركز 25 في فرنسا.
وفي طيلة السنة ونصف السنة خاضت سارة ما يقارب 160 مباراة بين دورات وطنية هناك (في باريس وخارجها) ومباريات ودية حيث كان والدها يصطحبها في كل نهاية أسبوع لخوض مغامارتها التي تحصد فيها في كل مرة النجاح تلو الآخر.
وتم استدعاء سارة لتنضم إلى منتخب منطقة “فال دواز” في ضاحية باريس (فريق لأفضل اللاعبات في تلك المنطقة) لتتصدر بعد ذلك ترتيب لاعبات الإقليم في فئة أقل من 12 عاما ثم حلت سابعة في ترتيب رابطة “إيل دو فرانس” وهو إقليم يضم الـ”فال دواز” ومناطق أخرى وهي تنتمي حاليا لنادي التنس بـ”Herblay”.
ولم تخض الموهبة التونسية هذه السنة مباريات كثيرة بسبب انتشار جائحة كورونا وهو ما دفع والدها للعودة إلى تونس منذ حوالي 5 أشهر أين تواصل تدريباتها بشكل يومي (بين 18 و20 ساعة تدريب أسبوعيا) تحت إشراف مدربها “محمد علي مرابط” الذي يؤطرها ويسافر معها أينما ذهبت للمشاركة في دورات كرة المضرب في مختلف أنحاء العالم.
وسبق لللاعبة الصغيرة أن توجت بلقب دورة “كان” للماسترز بالإضافة إلى عديد الألقاب في دورات مختلفة لهذه الرياضة.
الصعيد التعليمي هو الآخر لم تهمله سارة بل أنها تزاول دراستها منذ أكثر من سنتين عن بعد وهي متميزة حيث تدرس بالقسم السادس (أي الأول من التعليم الإعدادي في النظام الفرنسي).
وتحضى سارة بمتابعة الجامعة التونسية للتنس في الوقت الحالي وهي على اتصال دائم بوالدها الذي مثل لها سندا ودعما كبيرًا منذ أن كانت في سن الأربع سنوات وحتى اليوم.
وفي حديث والدها نزار زويتن لـ”ماتشز سبورت” أكد أن قدوتها هي أنس جابر اذ تحرص على متابعة جميع مبارياتها وهو مادفع بطلتنا التونسية إلى التحدث مع سارة في إحدى المرات وكانت فرصة لكي تدعمها وتشجعها.
هاني إبراهمي