العنف يضرب من جديد في الملاعب التونسية
مع عودة أولى المباريات الرسمية للأندية التونسية لكرة القدم في كأس تونس بين الإفريقي والصفاقسي عاد شبح العنف من جديد.
ومثلما إعتدنا رؤية أحداث الشغب مع أغلب المباريات الساخنة في رهانها، لم يختلف الأمر كثيرا في مدارج مشجعي نادي باب جديد رغم عدم السماح بجمهور النادي الصفاقسي من حضور المباراة.
واليوم يتواصل مسلسل العنف في الرياضة التونسية مع إقدام بعض جماهير الأبيض والأحمر إلى مقاطعة تمارين فريقهم والإعتداء اللفظي والجسدي على اللاعب إسكندر العبيدي لما أظهره من ضعف فني في كلاسيكو نصف النهائي على حدّ تعبير بعضهم.
ولا تعتبر هذه الظاهرة حكرا على جماهير الإفريقي إذ شهدت أغلب الفرق التونسية مثل هذه الأفعال المشينة على غرار جماهير النحم الساحلي بعد الهزيمة القاسية أمام الأهلي في دوري الأبطال بسداسية ومثلها مع الترجي بعد خسارة أيضا أمام المارد الأحمر في جوان 2021.
جماهير النادي الرياضي الصفاقسي بدورها لم تكن الإستثناء عندما إعتدت على اللاعبين في منتصف أفريل 2022 بسبب النتائج السلبية للفريق.
فهل أن غضب الجماهير وحبّهم لأنديتهم مبرّر لمثل هذه التصرّفات؟
تعدّدت التقارير والتحاليل لتفسير أسباب إنتشار آفة العنف في الملاعب التونسية بين أسباب نفسية ومشاكل إجتماعية.
ويرى بلعيد أولاد عبد الله، أستاذ علم الاجتماع، في حديثه لوكالة الأنباء التركية أناضول، أن “الملامح النفسية والاجتماعية للوافدين الجدد على الملاعب (الجماهير)، مهمة لتمييز طريقة تعبيرهم، أغلبهم جيلٌ جديد تعرفوا على المدرجات بعد العام 2011”.
ويقول: “المشجعون غالبًا من أبناء الأحياء الشعبية في تونس، يعيشون واقعًا اجتماعيًا ونفسيًا صعبًا سواء داخل الأسرة أو في المجتمع، ويعيشون فترة إحباط بسبب المنع والحجر(إثر جائحة كورونا)، فضلًا عن منعهم من حضور المباريات لفترة طويلة، ما أفرز واقعًا قوامه الإحباط والاستياء”.
فبعد منع الجماهير التونسية من حضور المباريات بسبب جائحة الكورونا عاد الشغب من جديد رغم حاجة الأندية لتشجيع وهتافات فريقهم.
ولم يقتصر العنف على مباريات كرة القدم بل طال الكرة الطائرة مع كلاسيكو نصف نهائي كأس تونس في أفريل الفارط بين الصفاقسي والنجم الساحلي بين اللاعبين أنفسهم.
لكن على عكس الموجود إذا ما قمت بإستطلاع رأي أو ميكرو ترتوار بين متابعي الرياضة أو ممارسيها ستجد أنّ الرأي الغالب سيطالب بتطبيق القانون رغبة منه في تطويق الآفة وعودة القيم الأولمبية لملاعبنا.
ويبقى أمل مشاهدة عرس كروي أو مقابلة رياضية تسودها الروح الرياضية والإحترام المتبادل قائما حتى وإن بدا هذا المطلب شبه مستحيل.