كرة السلّة التّونسيّة: لكلّ بداية نهاية !
كل بداية لها نهاية ، و هذه النهاية هي البداية لشئ آخر هكذا حدّثنا أفلاطون حول ماهية الإستمرار والتغيّر وهذا من ينطبق أيضا على الشأن الرياضي.
فلكلّ جيل مميّز من الريّاضيين تاريخ صلاحيّة إن صحّ التعبير مهما كان الرياضي مميّزا أو موهوبا أو ملتزما بمبادئ رياضية خاصّة.
والحديث هنا عن كرة السلّة التّونسيّة عامّة ومنتخب الأكابر خاصّة ،فمن منّا لم يذق لذّة تتويج عناصرنا الوطنية ثلاثة مرات بالأفروباسكات في إنجاز لم تشهده السلّة التونسية منذ خلقها.
ثلاثة ألقاب إفريقية مواسم 2011 و2017 و2021 جعلت تونس تكتب إسمها عاليا في القارة السمراء وتتصدّر عناوين مقالات السلّة في كلّ صحف العالم أمام عمالقة اللّعبة.
ولعلّه من الظّلم نسيان أو تناسي ما فعله رجال السلّة التّونسيّة في العقد الأخير بين متعة وبلوكشوت وثلاثيات ونتائج على حدّ سواء.
لكن هذه المتعة الكروية يقابلها تقدّم في العمر وبطئ في التمرير وضعف في التسديد،هذا ما لاحظناه بعد خسارة منتخب للسلة أمام مصر والسنغال، ما جعل حظوظه في الترشح للموعد العالمي تتقلص بنسبة كبيرة، قبل خوض المرحلة الخامسة من التصفيات في شهر فيفري المقبل.
تغيير المدرب ليس دائما الحلّ:
صحيح أنّ قرار الجامعة التونسية لكرة السلة بإنهاء التعاقد مع المدرب الألماني ديرك باورمان كان في محلّه لكنّه لن يعالج السلّة التونسية ولن يرشّحها للعب مونديال 2023.
فمشكلة السلّة التّونسيّة كغيرها من الرياضات والإختصاصات أساسا مشكلة تكوين وإحاطة وصقل المواهب.
فيبدو الحل القصير المدى تشبيب المنتخب وتعويض الكوادر على غرار صالح الماجري ومكرم بن رمضان بمواهب أكثر حيوية وهي متوفّرة في بطولتنا رغم ما تعيشه من إضطرابات مثل سعادة وقوجو والمرناوي وغيرهم من المتألقين مع أنديتهم والقائمة تطول.
لكن الحلّ طويل المدى يكمن في إعادة إحياء جيل كامل أو أجيال من اللاعبين الشبان الذين يقع تأطيرهم من قبل مدربي الإختصاص وليس محاباة وتعيينات لا تنفع سوى صاحبها.
وفي ظل تعاسة الأكابر شاهدنا مفاجئة من سلة تونس 3×3 ذكورا وإناثا مع بدايتهم في الألعاب المتوسطية أو بطولة إفريقيا الأخيرة وللمتابع أن يلمح مواهب شابة يمكن العمل عليها لإتقاذ سلّة تونس.
ومثلما عشنا أمجاد كرة السلّة التّونسيّة سيخلق جيل أفضل يعود بتونس إلى مكانتها الطبيعية سوى نلنا الترشح المونديالي أو غاب عنّا.
ظافر ضيف الله