يعيش النادي الإفريقي واحدة من أكبر أزماته منذ تأسيسه حيث لم يحقق الفريق على المستوى الرياضي سوى انتصار وحيد طيلة النصف الأول من البطولة، ويتخبط الفريق على المستوى الإداري بسبب فوضى عارمة في حديقة النادي وغياب كلي للهيئة المديرة بقيادة عبد السلام اليونسي الذي فعل بالفريق ما لم يفعله ألذ الأعداء بنادي باب جديد.
وأعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات بالجامعة التونسية لكرة القدم عن تعيين هيئة تسييرية انتقالية للنادي الإفريقي بعضوية الدكتور محسن الطرابلسي والأستاذ زين العابدين الوسلاتي والمسؤول السابق بالفريق مهدي الغربي بعد أن عاينت حالة الشغور الإداري وغياب الهيئة المنحلة بحسب أحكام الفصلين 35 و40 من القانون الأساسي للجمعية.
وستستمر هذه الهيئة التي وصفت بكونها هيئة إنقاذ إلى حين إجراء الجلسة العامة الانتخابية للنادي يوم 21 فيفري الحالي.
وباشرت هذه الهيئة عملها وفق بلاغ الجامعة يوم السبت 6 فيفري 2021 ويعد رهانها الأبرز إنقاذ النادي الإفريقي رياضيا في مرحلة أولى حيث يقبع في المركز قبل الأخير في ترتيب البطولة الوطنية برصيد 8 نقاط بعد نهاية مرحلة الذهاب، في أسوء حصيلة للنادي منذ تأسيسه. كما تسعى الهيئة التسييرية، في مرحلة ثانية، إلى خلاص الديون الاستعجالية للفريق لدى الفيفا وإنقاذه من مصير مجهول بعد تراكم المشاكل الإدارية وغياب الشفافية حول الوضعية الحقيقية للنادي.
وانطلق الدكتور محسن الطربلسي وفريقه في تحد محفوف بالمخاطر متسلحين بدعم قدماء المسؤولين وكفاءات النادي وثقة جماهير النادي التي ما انفكت تدعم ناديها وتلتف حوله في المحن قبل الأفراح.
وأطلقت جمعية التحالف النادي الإفريقي حملة لدعم صندوق فض النزاعات تحت شعار “لطخة الفيفا” و”شعبها سبونصورها” وذلك عبر منح جماهير الفريق فرصة تاريخية بأن تكون مستشهرا جديدا للجمعية. وتتمثل هذه الفكرة في تخصيص أماكن على قميص نادي باب جديد للأحباء الذين سيدعمون النادي ماليا عبر الحساب البنكي الذي خصصته الجامعة التونسية لكرة القدم لهم منذ السنة الماضية في البنك الفلاحي، ليكون أنجع الطرق وأسهلها لجمهور الأحمر والأبيض. وتهدف هذه الحملة إلى جمع أكبر مبلغ مالي ممكن للمساهمة، إلى جانب القسط الثاني من عقد المستشهر القطريQatar Airways والمداخيل القارة للنادي، في خلاص 12 مليون دينارمن الديون ورفع منع عقوبة الانتداب.
وجدير بالذكر أن أحباء النادي الإفريقي نجحوا السنة الفارطة في توفير أكثر من خمس مليارات خلال شهرين ونصف في الحساب البنكي لفض النزاعات مع الفيفا، في موقف جعل الداعم الأبرز للنادي محل إعجاب وموضوع حديث وسائل الإعلام العالمية. وهاهو اليوم التاريخ يعيد نفسه ويمنح الفرصة لأحباء النادي العاصمي لإبراز شغفهم وتأكيد مقولة “فريق الشعب” وإنقاذ فريقهم في أسبوع سيكون الأكثر أهمية في تاريخ النادي الذي يحتفل بمرور مائة سنة على تأسيسه.
ولئن يجمع المتابعون للشأن الرياضي في تونس أن المهمة صعبة فإن أحباء نادي باب جديد، الذين لاطالما كانوا مثالا يحتذى به في الوفاء والدعم اللامشروط، قبلوا التحدي رافعين شعار “المستحيل ليس كلوبيست”.
نادر الواعي