قبعة مكسيكية عملاقة مكسوة بالعلم التونسي وبدلة مزدانة بالألاف من الشعارات وتواريخ المسابقات التي قام بتغطيتها والتي كان آخرها تصفيات مونديال 2006. وبثياب خاصة فاق وزنها 40 كغ بات بشير المنوبي واجهة البعثة التونسية في شتى المحافل الرياضية منذ أولمبياد روما 1960.
ولد بشير المنوبي سنة 1930 في تونس العاصمة، ولع بالرياضة منذ الصغر فمارس العدو مع جمعية الزيتونة الرياضية إلى أن غدا بطل تونس في الملاكمة سنة 1958.
واختار بعدها المنوبي التفرغ للتصوير الصحفي فخلق من حبه للرياضة موروثا من الصور وثروة حقيقية لهذا المجال وللوطن. أولمبياد روما 1960 مثلت الإنطلاقة لمسيرة أفضل المصورين عالميا وأميزهم شكلا وحضورا. ومنذ ذلك الحين “كانت تونس تكور وعم بشير يصور” .
وتمكن بشير المنوبي من تغطية 12 دورة أولمبية (رقم قياسي عالمي) و11 دورات نهائية لكأس العالم و10 دورات لكأس أمم أفريقيا و11 دورة للألعاب المتوسطية فضلا عن 5 دورات لكأس العالم لكرة اليد وعشرات التظاهرات المحلية والإقليمية والعالمية.
هذا الى جانب تغطية نزال القرن الذي جمع الملاكم محمد علي كلاي وجو فرازيي في كينشاسا. والعديد من النزالات لكلاي في لوس انجلوس.
إرث عظيم من الصور خلده بشير المنوبي يناهز عددها 15 مليون صورة، وربما لم يكن ليبلغ هذا الولع لولا عشقه للرياضة، فوثق بحب كل ما عاشته الرياضة العالمية عبر العقود وجعل من حضوره في أكبر التظاهرات أساسيا ومختلفا.
وقبل وفاته سلم البشير المنوبي المشعل لابنه حسني، الذي ارتدى البدلة ذاتها والمظلة نفسها ورصد بعدسته عديد الأحداث والمسابقات الرياضية وأبرزها كأس العالم 2006 و2010 و2014 و2018 فضلا عن أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
وتكريما لهذا العطاء أسس ابنه معرض “صور البشير المنوبي” يوم 24 نوفمبر 2020 بالمقر الذي باشر فيه عمله منذ 1953 في شارع المنجي سليم، وهو يوم يتزامن مع ذكرى مرور 15 عاما على وفاة أشهر مصور رياضي تونسي وعربي على الإطلاق.
محمد علي الجلاصي